قسوة القلب :
كثير من الناس يشكو قسوة القلب في هذه الأيام.
فإذا قرئ القرآن الكريم أو تلي عليه لا يحرك ساكناً، وقد قال ربنا في كتابه العزيز: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله (الحشر:21).
وفي موضع آخر قال : وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله (البقرة:74).
فالقرآن الكريم عظيم وثقيل لا تحمله الحجارة الصلدة، ولا الجبال الراسيات، قال تعالى: إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا، والقرآن لا يصل إلى قلب كان صاحبه مشغولاً ساهياً لاهياً لا يتدبر الآيات ولا يدرك معانيها.
فالمؤمن الخاشع الخائف قد أحضر قلبه لذكر الله جل وعلا وتمعن في مقصودها، قال تعالى :إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا (الأنفال:2).
فيا أيها المسلم، عليك بكثرة قراءة القرآن الكريم في كل وقت وحين، سراً وعلانية، فإن الإكثار من ذلك له الأثر البالغ في علاج القلوب القاسية، فيه تزول الوحشة، ويتبدد الظلام، وينقشع الصدأ والران وتتفتح القلوب، وتغشاها الرحمة، وتحفها الملائكة فقد قال سبحانه: ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
فأزجي نصيحتي لهؤلاء الذين يشكون قسوة القلب بالإكثار من قراءة القرآن الكريم والاستمرار عليه فسوف يجدون ما وعدهم الله من انشراح الصدر ورقة القلب، وسكون النفس.
دمتم برعاية الله