السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلنا يحلم بأن يكون شخصا متوازنا
وكلنا يطمح فى ان يكون قوى الذات
وكلنا يتمنى ان يكون حكيما
وكلها أمانى تدخل فى اطار احلام اليقظة
ولكن...
هل يمكن لهذه الاحلام أن تكون حقيقة ملموسة
وهل يمكن ان تتغير شخصياتنا فنبات على حال ونستيقظ لنجد انفسنا قد تغيرنا
بشكل افضل
أم انها لا ليست سوى احلام فى مخيلاتنا لا مجال لها فى ارض الواقع؟؟؟؟
بالطبع لااااااااااااااااااااااااااااااااااا:ico n_frow
بامكان اى انسان ان يغير خارطة حياته من الغرب الى الشرق والعكس صحيح
بشرط
ان يريد هو ذلك ارادة كاملة
تعالو معى نفعل الكلام بشكل عملى
تخيلوا معى ان عقولنا كجهاز كمبيوتر به من برامج وملفات بعضها
صالح وبعضها
غير صالح وربما ان اجهزة البعض (( أقصد عقول البعض)) تحتوى بعض
الفيروسات
(السلبيات)التى تؤثر على مسار حياته وتعرقل سيرها بشكل
طبيعى
فتوقعه فى العديد من المشكلات وان لم تضره على اقل تقدير فانها
تعيقه عن الاستفادة
من هنا كان لابد من عمل فورمات للجهاز ((العقل)) من اجل ازالة اى
فايروس او خلل((سلبيات))
ومن ثم تنظيف الجهاز تماما لكى يعمل بكفاءة عالية
من هنا كان لابد لنا ان نبدء بالتخلص من عاداتنا السيئة
لان القضية الاساسية ليست فى الانطلاق قدر ماهى فى التخلص
من معوقات الانطلاق
يقول روبرت سيرفيس:
(( ان ما يرهقك ليس الجبل الذى تحاول تسلقه , وانما حبة الرمل
الموجودة فى حذائك ))
فاذا تخيلنا انفسنا نحاول تسلق جبل وأحذيتنا مليئة بالحصى
وحبات الرمل فاننا ابدا لن
نستطيع تسلق الجبال , ليس لصعوبة تسلقه وانما لان الحصى
الذى يملأ احذيتنا سوف
يعيقنا عن تسلقه
ولو اننا وقفنا لحظة وقمنا باخراج الحصى من احذيتنا لسهل علينا
تسلق هذا الجبل
هذه اللحظة لحظة اخراج الحصى من احذيتنا او لحظة اخراج العادات
السيئة من حياتنا
هى اللحظة التى نريدها
وهى اللحظة التى نهدف الوصول اليها
وهى اللحظة التى من اجلها نحن هنا
وصلنا معا للحظة الحاسمة
وهى اللحظة التى أدركنا فيها أن السلبيات هى التى تعيقنا عن احراز اى تقدم
وهى التى تسحبنا للوراء وتمنعنا من الارتقاء بانفسنا
لانها تضعف قوتنا وتسلب ارادتنا
لذلك من هنا تكون البداية
نبدأ من عاداتنا السيئة ,
فنتخلص منها
فيسهل علينا بعد ذلك الانطلاق والارتقاء
بل مجرد تخلصنا من عاداتنا السيئة فى حد ذاته هو نصر احرزناه
وتغلبنا على انفسنا الضعيفة
وبذلك فاننا نكتسب مزيدا من الثقة بالنفس
هو فى حد ذاته محفزا نحو الارتقاء والانطلاق
ولكن فلنحذر ألا نكون صادقين مع انفسنا
بل يجب ان نكون صادقين كل الصدق مع انفسنا بل وحازمين معها ونحن نتعامل
بهذا الامر
فلنملأ قلوبنا صدقا وعزما لنبدأ معا طريق القوة لذاتنا
والسعادة لحياتنا
والفوز فى اخرتنا
والسؤال الوجيه الان هو :
لماذا نستسلم للعادات السيئة رغم كل هذه الآثار السلبية لها ؟؟؟
ولماذا نسكت عليها رغم اننا تقريبا ندرك قدرا كبيرا منها
يقول هارديسون احد التحفيزين الغربيين
ان العادات نعتبرها كالبيت الذى نعيش فيه, فعندما تفعلها فأنت تفعلها لان هذا ما ترتاح
نفسك لفعله.
بغض النظر عن كون ما تفعله صح او خطأ
فهذا فى حد ذاته لا يشغلك
فمثلا:
كلنا نرتاح داخل بيوتنا
ولكن
قد تكون هذه البيوت غير منظمة او غير مرتبة او حتى متسخة
ولكن احساسنا بأننا داخل بيوتنا يعطينا الامان برغم مساوئ هذا البيت
وهذا هو نفس الشئ بالنسبة لعاداتنا السيئة التى اعتدناها وألفناها ونكررها كثيرا
لدرجة اننا اصبحنا نشعر واهمين بأنها منطقة راحة
تعالو معى نلقى الضوء على هذا التصرف كمثال:
هناك شخص اعتاد أن يلقى بمسئولية فشله على الاخرين
وأصبح يرتاح لذلك , فأصبحت العادة السيئة هذه بالنسبة له منطقة راحة
فهذا سلوك يريحه نفسيا لانه لا يكلف نفسه اى عناء ويجد المبررات التى تخرجه
من دائرة المسئولية .
ما رأيكم بهذا السلوك؟؟؟
انه يمثل تماما واقع الكل مع سلبياته مع اختلاف نوع السلبيات
ولكن للاسف انها اصبحت عادة متكررة
ولكن
حينما تحدد سلبياتك وتعرفها وتدركها ولا تتخلص منها
فأنت كالاسد المحبوس فى قفص
وبرغم ان السجان فتح لك باب القفص
الا انك ما زالت راغبا فى الحبس لانك لم تتخذ خطوة فعلية بالتخلص من هذا القفص
والخروج منه الى حيث الحرية
هل تدركون اين يكون الخلل هنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا يرفض الاسد الخروج من السجن حتى بعد ان يفتح له السجان باب القفص؟؟؟
اكيد متشوقون لمعرفة
السبب
اسمحوا لى لن اخبركم به الان
ولكن
اقرأوا معى هذه القصة وفيها ستجدون الاجابة
كانت هناك فتاة ارادت ان تشترى عقدا يشبه الماس اعجبها بشدة ولكنه ليس ماسا حقيقيا
وطلبت من والديها شراء هذا العقد لها ولان الوالدين كانا على قدر من الوعى
ارادا ان يغرسا فى نفس ابنتهم قيم ومبادئ محددة
رفض الاب والام شراء العقد من مالهما ولكن اتفقا على ان يقرضا البنت ثمن العقد
على ان تقوم هى بسداده لهم بالتقسيط من مصروفها بهدف ان تعلم الابنة قيمة الاشياء
وبالفعل اشترت البنت العقد وسددت ثمنه بالكامل وكان العقد غاليا عليها بشكل جعلها لا تفرط
فيه ابدا
وذات مرة دخل الاب على ابنته فى حجرتها وكانت البنت تمسك العقد فى يديها فقد كانت مغرمة
جدا بهذا العقد ولا تفرط فيه ابدا
الاب : كيف حالك حبيبتى؟
البنت : انا بخير ابى
الاب : حبيبتى هل تعرفين كم انا احبك؟
البنت : نعم يا ابى اعرف
الاب : وهل تعرفين انه لا يوجد شئ على وجه الارض اغلى منك؟
البنت : نعم اعلم جيدا وانت كذلك يا ابى لا يوجد اغلى منك
الاب : هل حقا لا يوجد عندك من هو اغلى منى؟
البنت : اطلاقا
الاب : اذن هل تتنازلين لى عن هذا العقد؟
البنت: ابى انت اغلى شئ واعطيك اى شئ الا هذا العقد
وفى اليوم الثانى فعل الاب نفس الشئ وابت البنت ان تتنازل عن عقدها المفضل
وفى اليوم الثالث فعل نفس الشئ
وظل الموقف يتكرر , الى ان جاءت البنت مرة وذهبت الى الاب حجرته
ومن تلقاء نفسها اعطت له العقد
وهنا سألها الاب
هل انتى متاكدة انك تخليتى عن العقد؟؟؟
فاجابته البنت مؤكدة انها استغنت عن العقد
هنا اعطى الاب ابنته علبة وقال لها افتحيها
فلما فتحتها وجدت بداخلها عقدا من الماس الحقيقى
نظرت البنت للعقد بدهشة
فقال لها الاب: هذا العقد كنت اشتريته لكى منذ اول يوم طلبت منك ان تعطينى
عقدك المزيف ولو انك استغنيتى عن عقدك الاول من وقتها
كنتى فزتى بالثانى ولكنك كنت تأبين ذلك وكنتى تضيعين على نفسك
فرصة العقد الحقيقى .
هل ادركتم الان ؟؟؟؟؟؟؟؟اننا لا ندرك ان المزايا التى سنجنيها اذا نحن تخلصنا من عاداتنا السيئة
تفوق بمراحل
السعادة الوهمية التى نشعر بها ونحن متمسكون بعاداتنا السيئة
للاسف
ان الاسد الذى رفض ان يغادر القفص لم يدرك معنى الحرية ولم يستشعر حلاوتها
ولا روعتها ولا احساسها فبالتالى لم يسعى اليها لانه ركن الى المكوث فى القفص واعتاد عليه
فاستسلم للقيود وآثر البقاء فى الاسر ولو انه استشعر روعة الطبيعة فى الخارج وسعادة الانطلاق
والركض هنا وهناك لادرك انه ينقصه من السعادة الكثير لانه محروم منها