* اختر لنفسك الزوجة الصالحة، المعروفة باستقامة الخلق، وشرف الأُسرة، والالتزام بمنهج الإسلام الحنيف.
* اختاري لنفسك الزوج الصالح، المعروف باستقامة الخلق، وشرف الأُسرة، والالتزام بمنهج الإسلام الحنيف. فإن بناء الأسرة، لا يكون بناء سليماً، وجوّها لا يكون جواً سعيداً، إلا في ظل الخلق والإيمان.
* على الزوجين أن يسعيا لايجاد الجو العائلي السعيد، الذي يساعد الأبناء على تكوين شخصية إنسانية مستقيمة، تمكّنهم من العيش في المجتمع الإسلامي كعناصر صالحة، وشخصيات إسلامية ملتزمة.
* من الضروري للأبوين أن يجعلا لهما منهج عمل تربوي يسيران عليه، ولا يتركان أبنائهما للعفوية وعدم الاهتمام، فإن الطفل يتلقى في تلك المرحلة عن أبويه، ويعتبرهما قدوة له، كما يتلقى من معلّمه، ومن البيئة التي يعيش فيها، فتتكون شخصيته شيئاً فشيئاً، حتى تأخذ صيغتها النهائية.
ويمر الأبناء ـ كما هو واضح ـ في الجو العائلي بمرحلتين، يحتاجون فيهما إلى الرعاية والعناية، وهاتان المرحلتان هما:
1ـ مرحلة الطفولة.
2ـ مرحلة المراهقة.
وواضح أن مرحلة المراهقة أشد خطراً في حياة الانسان، وتحتاج إلى حكمة في التربية والتوجيه، وعناية من الأبوين فائقة.
ومن المفيد هنا أن ندوّن بعض الارشادات العملية لتعليم الأبناء، وإرشادهم في كل من المرحلتين:
* إن أولى الوصايا والإرشادات العملية هي أن يحرص الأبوان على تكوين علاقة طيبة بينهما، فإن عدم الانسجام والخلاف، أو التصرفات غير السليمة بين الأبوين في البيت، تنعكس على سلوك الأطفال والأبناء، فالأب الذي لا يحترم الأم، أو الأم التي لا تحترم الأب، أو المشاجرة المستمرة، أو حالة السخط وعدم الرضى، أو جو الكآبة والكراهية، إن كل ذلك ينعكس سلبياً على الأبناء، ويؤثر تأثيراً مخرباً في سلوكهم وأخلاقهم وحالاتهم النفسية، كما أن علاقة الأبوين بالأبناء، وأسلوب التعامل معهم، يترك أثره الحسن، أو السئ في نفوسهم، وعلاقتهم المستقبلية بالأبوين، وعلاقتهم بالمجتمع.
* فالطفل الذي لا يشعر بالحب والحنان والرعاية من أبويه، قد ينشأ طفلاً غير سوي، عدواني السلوك والنزعة، وربما ساقه ذلك التعامل إلى التشرد والكراهية، أو يصاب بعقدة نفسية سلبية.
* وسوء المعاملة مع الطفل المراهق، وعدم احترام شخصيته، قد يقوده إلى الإساءة إلى والديه، وإلى الآخرين، وتكوين عقدة النقص عنده.
والتضييق عليه في التعامل، وحرمانه المادي، قد يجره إلى الكذب أو السرقة والاحتيال.
* وان التفريق في التعامل بين الأبناء، وعدم اشعارهم بالحب والعناية المتكافئة، كثيراً ما يدفعهم إلى الكراهية فيما بينهم، وإلى النفور من الأبوين، وضعف الرابطة بهما، وإلى التوغل في عقوقهما.
* وإن الانطواء والعزلة في جو العائلة عن الأهل والجيران والمجتمع، يتركان أثرهما السلبي في حياة الأبناء، أمّا إذا وجد الأبناء آباءهم يعيشون علاقات طيبة مع الأرحام والأقارب والجيران والأصدقاء، كالزيارات، وتبادل الهدايا، والضيافة، والاهتمام بحوائجهم، فإنّهم يتلقّون هذه الأخلاق والعادات الحسنة، ويتأثرون بها.
* من الضروري أن يرسم الأبوان منهاجاً ثقافياً تربوياً لأبنائهم، منذ الصغر والطفولة، يلقّنوهم الآيات والعبارات الإسلامية، كالشهادتين وبعض أقوال الرسول الكريم(ص)، والتعريف بحياة الرسول (ص) وسيرته وأهل بيته، على شكل قصص وموضوعات مختصرة.
* وتعليم الصبيان الصلاة، وتلاوة القرآن، واصطحابهم إلى المساجد وتعريفهم بالمناسبات الإسلامية، وتفهيمهم مداليلها، كليلة القدر، والبعثة النبوية، ومعركة بدر، والحج… الخ.
* وتربيتهم على ذكر الله، والتعلّق به، كالتسمية عند البدء بالطعام والشراب، والحمد لله عند الانتهاء منهما، والاستعانة به عند حصول الشدائد، والشكر له عند قضاء الحوائج وحصول الخير… الخ.
* تربية الطفل، وتدريبه على مفهوم الاعتذار والتوبة، إذا أخطأ وأساء، فيطلب منه أن يقول: (أعتذر، أو عَفواً، أو أستغفرُ الله… الخ)، مع توجيهه، وإرشاده، ومعاقبته إذا كان الموقف يستدعي العقوبة، دون أن يبالغ في العقوبة.
* تعليمهم النظافة، والعناية بحسن المظهر.
* تعليمهم آداب التحيّة والحديث والمجلس، واحترام الآخرين.
* إبعادهم عن أصدقاء السوء، وتوجيههم لاختيار الأصدقاء الصالحين الذين يُستفاد منهم.
* توجيههم لاستثمار أوقات الفراغ، والمساهمة في الأعمال العامّة، التي تضمّ أقرانهم، كالألعاب الرياضية، والتدريب على الخط والرسم والنجارة… الخ.
* تحبيب العلم لهم، وتوسيع أفق تفكيرهم في المستقبل، وتوجيههم توجيهاً صحيحاً في هذا المجال.
* مراقبة سلوكهم، وإسداء النصائح لهم، عندما تظهر عليهم بعض الآثار غير السليمة.
* محاولة نقل التجارب الاجتماعية النافعة لهم، من خلال الحديث العائلي، وسرد الحكم والقصص التاريخية وتجنيبهم الوقوع بالأخطاء والاخطار.
* تعريفهم مفهوم الحلال والحرام، وتدريبهم على الالتزام به.
* التوسعة على الأهل والعيال، وسدّ حوائجهم الماديّة، فإنّه أفضل الصدقة، وفي بعض الروايات أنّه صدقة.
فمن أراد أن يحسن، فأهله أحقّ ببرّه وإحسانه، كما ورد في الأحاديث الشريفة.
إنّ عناية الرجل بزوجته، وأبنائه، وأفراد أسرته، واجب ومسؤولية شرعية، يصون بأدائها نفسه، وأهله، من الشر والعذاب، ويحقق لهم الهدى والصلاح.
{وقُل اعمَلوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُم ورَسولُهُ والمؤمنونَ وسَتُرَدّونَ إلى عالِمِ الغَيبِ والشّهادَةِ فَيُنبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلون}. (التوبة/105)