قصةٌ بعضكم يعرفها ..
أنَّ العالم الربَّاني الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله يروي قصَّةً طريفةً عن الصِّدق قال : بنيتُ أمري من حينُ ما نشأتُّ على الصدق ، وذلك أَنّي خرجت من مكَّةَ إلى بغداد أطلُبُ العلمُ ، أعطتني أُمّي أَربعين ديناراً أستعينُ بها على النفقة ، وعاهدتني على الصدق ، فلمّا وصلنا إلى أرضِ همدان خرجَ علينا جماعةٌ من اللصوص (قطّاع الطريق) ، فأَخذوا القافِلة فمرَّ واحدٌ منهم وقال لي : ما معك ؟ قلتُ : أربعون ديناراً . فظنَّ أني أَهزأُ بهِ فترَكني ، فرآني رجُلٌ آخر قال : ما معك ؟ فقُلت له أَربعونَ ديناراً . فأَخذني إلى كبيرهم (كبير اللصوص) فصاحَ .. فسألني فأَخبرته . قالَ : يا غلام ما حملَكَ على الصدق ؟ قُلتُ عاهدْتُ أُمّي على الصدق فأَخافُ أن أخون عهدها ، فأخذت الخشيَةَ رئيس اللصوص ، فصاح ومزَّق ثيابه وقال : أنت تخافُ أن تخونَ عهدَ أُمِّك وأنا لا أَخافَ أن أَخونَ عهد الله ، ثمَّ أمَر بردِّ ما أخذوه من القافلةِ كلِّها وقال : أنا تائبٌ لله على يدِكَ يا غُلام . هذا الغلام أصبح الشيخَ العارفَ بالله الجليل عبد القادر الجيلاني ، فقالَ من مع كبير اللصوص : أنتَ كبيرُنا في قطعِ الطريق وأنتَ اليوم كبيرُنا في التَوْبَة ، فتابوا جميعاً على يدي رئيسهم قاطع الطريق .