من خير صفات المرء شخصية قوية يتسم بها ، فإذا تكلم فالجميع آذان صاغية ، و إذا تفرق الناس جمعهم ، و إذا حاروا أرشدهم ، يأبى الضيم و يعشق الحرية ، و لا يرضى بأنصاف الحلول يعرف ما يريد و اهدافه واضحة ، فهو لا يسير كالسفينة وسط البحر _ دون ربان _ تتقاذفها الأمواج و تذهب أينما وجهتها الرياح
* إن قوة الشخصية تعني القدرة على التمييز بين الخير و الشر ، و هي الشخصية التي لا تتقازم و تتلاشى عند المشكلات الكبيرة ، فالربان الماهر لا يعرف إلا في العواصف القوية
* مقومات الشخصية القوية :
1_ الثقة بالنفس و الشعور بعزها و كرامتها قال تعالى((و لاَ تَهِنُوا و لا تَحْزَنُوا وَ أَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) ال العمران 139
2_ الشجاعة و عدم الخوف (( واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يضروك ))
3_ الإتصال مع الله و اليقين بأنه حافظه (( احفظ الله يحفظك ((
4_ تكامل الشخصية وعدم تناقضها : عدم العيش في صراعات داخلية مع النفس
5_ علو الهمة و الحياة لهدف سامٍ يسعى لتحقيقه
6_ التحلي بالصبر في مواجهة مشاكل الحياة
7_ التفاؤل و التفكير بإيجابية
8_ وجود المثل الأعلى و القدوة الصالحة التي لا تخطئ : كرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
9_ أن تمتلك روح المبادرة
10_ أن تتسم بالإستقلالية و لا تكون إمعة أينما سار الناس سارت معهم
11_ ممارسة الرياضة
12_ التسلح بالعلم و المعرفة
* معوقات الشخصية القوية :
1_ الطفولة البائسة
2_ الشعور بالنقص
3_ التركيز على الآخرين : فهو يربط حياته بالآخرين دون أدنى صفات الإستقلالية
4_ المبالغة في المثالية : أحياناً يتطلع الفرد إلى تأدية المهام المطلوبة منه على اكمل وجه و أعلى درجة من المثالية و عندما يفشل في تح قيق هذا المستوى من المثالية يصاب بالإحباط و بالتالي فقدان الثقة بالنفس
5_ الصورة الذهنية المسبقة بعدم القدرة و الفشل في إنجاز المهام
6_ التفسيرات الخاطئة : كأن نصف فاقد الثقة بنفسه أنه مؤدب ، و شديد الخجل بأنه عاطفي ، و في المقابل نصف الواثق بنفسه بأنه مغرور أو غير مؤدب
* و في النهاية أنصح كل من أراد أن يقوي شخصيته و يعزز الثقة بنفسه و يخطو خطاه باتجاه النجاح و التميز فلينهل من سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم و ليقتدي به في كل شيء ، فهو الذي أتى على قومه بشيء جديد مخالف تماماً لمعتقداتهم ، فحاربوه بالترغيب تارةً و الترهيب تارةً أخرى ، و ودوا لو يتنازل شيئأ عن رسالته فيتنازلون شيئأً عن معتقداتهم )) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (( _ القلم : 9 _ ، فما كان منه إلا الثبات و الإصرار بكل قوة على مبادئه و تأدية رسالته ، و هو الذي بشر سراقة بسواري كسرى في وقت كان مهاجراً تاركاً قومه ، مطلوباً لهم حياً أو ميتاً ، ذاهب ليبني أول مجتمع إسلامي في المدينة ، نعم إن هذه الشخصية القوية هي التي قادت و أثرت بالناس أعظم الأثر على مر العصور و سوف تبقى إلى ما لا نهاية .